جماعة أبو سياف هي مجموعة مسلحة إسلامية متشددة تأسست في الفلبين في أوائل التسعينيات. وتعتبر واحدة من أخطر الجماعات الإرهابية في جنوب شرق آسيا، مع ارتباطات قوية بتنظيمات مثل القاعدة وداعش في فترات مختلفة. إليك نظرة عامة عن الجماعة:
1. التأسيس والنشأة:
- التأسيس: تأسست جماعة أبو سياف في عام 1991 على يد عبد الرؤوف أبو سياف، وهو من عائلة مسلمة في الفلبين. كان أبو سياف قد انضم سابقًا إلى مجاهدين في أفغانستان خلال الحرب ضد الاتحاد السوفيتي في الثمانينات.
- التمويل: كانت الجماعة في البداية مدعومة من قبل بعض الدول والشخصيات الخليجية التي كانت تدعم الحركة الجهادية في ذلك الوقت، بالإضافة إلى تمويلات من تنظيم القاعدة.
2. الأهداف والمبادئ:
- الهدف الرئيسي: كان الهدف الأساسي لجماعة أبو سياف هو إنشاء "دولة إسلامية" في الفلبين، خاصة في منطقة مورو (المنطقة التي يقطنها المسلمون في جنوب الفلبين).
- الأساليب: اشتهرت الجماعة باستخدام العنف المفرط في سعيها لتحقيق أهدافها، بما في ذلك الاختطاف والتفجيرات والهجمات المسلحة.
3. الأنشطة:
- الاختطاف وطلب الفدية: واحدة من أبرز الأنشطة التي تشتهر بها الجماعة هي عمليات الاختطاف، حيث تقوم باختطاف مواطنين فلبينيين وأجانب، ثم تطالب بفدية مقابل إطلاق سراحهم.
- الهجمات الإرهابية: نفذت جماعة أبو سياف العديد من الهجمات الإرهابية الكبرى في الفلبين، بما في ذلك التفجيرات والهجمات المسلحة على أهداف حكومية ومدنية.
- الارتباطات الدولية: كانت الجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في التسعينات وأوائل الألفية الجديدة، ثم أظهرت في السنوات الأخيرة ارتباطًا بتنظيم داعش، مما أدى إلى زيادة نطاق أنشطتها الإرهابية.
4. القيادة والتغيرات:
- القيادات: شهدت الجماعة تغييرات في القيادة على مر السنين، حيث تم قتل العديد من قادتها في عمليات عسكرية.
- أبو سياف: بعد قتل مؤسس الجماعة عبد الرؤوف أبو سياف، تولى القيادة بعض القادة الآخرين، ومنهم إيسنيلون هابيلون الذي قاد الجماعة في فترة من الفترات قبل أن يُقتل في عام 2017 في معركة مع القوات الحكومية.
5. العلاقة مع تنظيم داعش:
- في السنوات الأخيرة، خاصة منذ 2014، أعلنت جماعة أبو سياف ولاءها لتنظيم داعش، وبدأت في تنفيذ هجمات تحت لواء "الخلافة الإسلامية".
- وقد لعبت الجماعة دورًا مهمًا في الهجمات في مدينة مراوي عام 2017، حيث شاركت في معركة مراوي التي استمرت خمسة أشهر بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة.
6. الوجود الحالي:
- رغم الضغوط العسكرية المستمرة من الحكومة الفلبينية، لا تزال جماعة أبو سياف نشطة في بعض المناطق الجبلية والنائية في جنوب الفلبين، حيث تتمتع بدعم من بعض السكان المحليين.
- التحركات العسكرية: على مر السنين، شنت الحكومة الفلبينية العديد من العمليات العسكرية للقضاء على الجماعة، لكن الجماعة استمرت في تشكيل تهديد أمني.
7. الانتقادات والمخاوف:
- جماعة أبو سياف تُعتبر جماعة إرهابية وفقًا للحكومات الفلبينية والأمريكية وغيرها من الدول. وتعد الأنشطة التي تقوم بها، مثل الاختطاف وقتل المدنيين، من أبشع جرائم الإرهاب.
- الاحتلالات: الجماعة كانت تنفذ عمليات احتلال مؤقتة لمناطق ومدن صغيرة، مما يؤدي إلى نزوح السكان المحليين وتدمير البنية التحتية.
8. الوضع الإنساني والتأثير:
- المدنيون: عانت المناطق التي تسيطر عليها أو تنشط فيها جماعة أبو سياف من تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث تتعرض حياة المدنيين للخطر بسبب العنف المستمر.
- تأثير الإرهاب: يتسبب العنف والإرهاب في هذه المناطق في زعزعة استقرار الاقتصاد المحلي، ويسهم في تدفق اللاجئين والفارين من الصراع.
9. الوضع الحالي:
- رغم الضغوط العسكرية والتعاون الدولي، لا يزال لجماعة أبو سياف وجود قوي في بعض المناطق، ولا سيما في جزيرة جولو وباداوان.
- العمليات العسكرية الفلبينية مدعومة من قوات أمريكية وبعض الدول الغربية، ولكن الجماعة تظل تهديدًا مستمرًا.
خلاصة:
جماعة أبو سياف هي جماعة إرهابية متشددة تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن والاستقرار في الفلبين وجنوب شرق آسيا، وقد ارتبطت لفترات مع تنظيمات عالمية مثل القاعدة وداعش. ورغم العديد من العمليات العسكرية ضدها، لا تزال الجماعة تمثل خطرًا في بعض المناطق النائية في الفلبين.